الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:16 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هدنة لا تدوم.. الحوثي يضيع آخر فرصة للسلام في اليمن باجتياح خبزة البيضاء

أفراد من ميليشيات الحوثي
أفراد من ميليشيات الحوثي

فيما تتزايد المساعي الدولية إلى تمديد الهدنة الإنسانية لفتح ثغرة نحو السلام المستدام في اليمن، بدأت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران جبهة قتال جديدة بهجوم شامل لاجتياح بلدة «خبزة» في محافظة البيضاء وسط البلاد، التي تفرض عليها حصاراً خانقاً منذ أسبوع وسط مقاومة محدودة لأبناء القرية.

وتواصل ميليشيات الحوثي لليوم الثاني هجومها العنيف على قرية خبزة التابعة لمديرية القريشية شمال غربي البيضاء بهدف اجتياحها مستخدمة كل أنواع الأسلحة، ومنها المدافع والدبابات وصواريخ الكاتيوشا.

وأسفر الهجوم الحوثي عن مقتل عدد من المدنيين، وتدمير المنازل والمزارع وآبار مياه الشرب التابعة للأهالي البالغ عددهم نحو 1500 نسمة عقب ثمانية أيام من الحصار الخانق الذي تفرضه على المنطقة.

وتتبع قرية «خبزة» مديرية القريشية الواقعة ضمن مديريات رداع في البيضاء، إذ تعد قبائلها من أشد المناهضين تاريخياً لميليشيات الحوثي وانقلابها عام 2014.

ونتيجة لاستعار المواجهات، أكد نبيل عبد الحفيظ، وكيل وزارة حقوق الإنسان باليمن، أن الأهالي ومعظمهم من النساء والأطفال لجأوا إلى الجبال والكهوف والمرتفعات للاحتماء من القصف الحوثي العنيف الذي يستهدف قريتهم منذ الثلاثاء الماضي من دون توقف.

هجمات متواصلة

وبشأن أسباب اجتياح الحوثيين القرية، قال عبد الحفيظ في تصريحات لموقع «الطريق»، إن الميليشيات تبرر هجماتها المتواصلة على القرية بالبحث عن قاتلي اثنين من مسلحيهم في ظروف غامضة في إحدى النقاط التابعة لهم الواقعة بمرتفعات الثعالب في رداع، وهو ما ينفيه الأهالي كونهم لا يعرفون المنفذين.

وبعد إصرار الحوثيين على إلزام الأهالي بإحضار المطلوبين حدث اشتباك نتج منه مقتل اثنين من العناصر الحوثية الذين ردوا بحشد قواتهم وقصف المنطقة بشكل عشوائي ومحاصرتها ومنع الدخول والخروج من وإلى القرية مما تسبب في مقتل طفلة نتيجة منع ذويها من إسعافها.

وأشار المسؤول اليمني إلى أن القبائل ردت على الحصار والهجوم الحوثي بمحاولات كسره مما أسفر عن تدمير دوريتين وأسر عدد من العناصر الحوثية، فضلاً عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.

نسف جهود السلام

وأضاف عبد الحفيظ أن اعتداءات ميليشيات الحوثي الإرهابية على محافظة البيضاء ما زالت مستمرة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة وفرضها حصاراً خانقاً على أهاليها ومنع دخول المواد الغذائية وإسعاف المصابين.

وحذر المسؤول اليمني أنه في حالة استمرار ميليشيات الحوثي في اجتياح القرية سيؤثر في استمرار الهدنة وينسف الجهود التي بذلت نحو تحقيق السلام.

وكانت منظمات حقوقية يمنية وثقت مقتل 129 مدنياً في المنطقة ذاتها منذ 2015 وحتى 2021 إلى جانب تدمير ونهب نحو 90 منزلاً إثر هجمات عدوانية وغادرة نفذتها ميليشيات الحوثي المدعومة من نظام طهران.

وبدوره، أكد علي عبد الله، رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن انتهاكات التي تمارسها الميليشيات الحوثية في منطقة خبزة التي تمثلت في حصارها وإقدامها على شن حرب على القرية أسفرت عن مقتل وجرح عدد من المدنيين الأبرياء.

انتهاك القانون الدولي

وقال عبد الله، في تصريحات لموقع «الطريق»، إن ميليشيات الحوثي ارتكبت انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تمثلت بمنع إسعاف الطفلة آية زيد صالح الصراري (13 سنة)، كما أن أبناء منطقة خبزة صاروا عرضة لعمليات القتل والإبادة الممنهجة من قبل ميليشيات الحوثي.

وسبق وشنت ميليشيات الحوثي سلسلة من الهجمات على مدن وقرى تابعة لمحافظة البيضاء كان أبرزها اجتياحها الواسع لمناطق قبائل آل عواض في مديريتي ردمان والسوادية عقب معارك استمرت لأيام منتصف عام 2020.

وأضاف رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن مثل هذه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والتي تستهدف المدنيين تشكل تهديداً حقيقاً للسلام في ظل سريان الهدنة الأممية الهشة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن.

وطالب عبد الله، المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم ضد جرائم الميليشيات الحوثية في محافظة البيضاء والقيام بواجبهم في ممارسة الضغط عليهم لوقف الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني الذي يعاني مر الحرب التي أشعلتها هذه الجماعة الانقلابية منذ 8 سنوات.

اقرأ أيضا: متى يعود اليمنيين لمستويات الحياة الطبيعية؟

موضوعات متعلقة