الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 01:47 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مليون جنيه ووجبة فحم

60 ألف دولار شهريًا، أي ما يقترب من مليون جنيه، هذا ما تجنيه على أقل تقدير إذا كنت تحارب في الصفوف الأوكرانية دون أن تحمل جنسية البلد- وذلك وفق تقرير لمجلة التايمز الأمريكية حمل عنوان "الغرب يوظف المرتزقة مقابل 2000 دولار في اليوم لمحاربة بوتين" تتضمن الوظيفة القتال تحت راية الديمقراطية لإيقاف النازية الجديدة القادمة من موسكو، وإعلاء قيم الحرية والديمقراطية والحفاظ على النظام العالمي حسن السمعة جدًا.

أضف إلى مفردات الوظيفة أنك ستحصل على حق استخدام الفحم لا لتشويَ رنةً على نيران الكربون المشتعل قاتم السواد فقط بل في كل شيء عربد كما شئت، وهو ما كان شيئًَا سيئًا ومضرًا بالبيئة بالمناسبة في البقعة نفسها ومع الحكومة ذاتها قبل أيام قليلة (24 يومًا بالتحديد).

سبحان مغير الأحوال فبعد محاربة المرتزقة أصبح التجنيد في أمريكا وأوروبا لهؤلاء عيانًا بيانًا، وبعد انطلاق الدعوة للاقتصاد الأخضر من قلب أوروبا والحديث بمئات المؤتمرات عن التغير المناخي، أصبح الفحم وتجنيد المرتزقة وتعليم الناس كيفية صنع المولوتوف شعار المرحلة.

?What in it for me تحملني قارئي الكريم قليلًا لا أنوى التباهي بالكتابة بالإنجليزية ولكن هذا التعبير نفعي جدًا ويمثل براجماتية الغرب بجدارة لذا فمن حقهم أن ينسب لهم بلغتهم، وهو يعني ماذا سأستفيد من ذلك، ما العائد علي من كل هذا. في الحقيقة قارئي الكريم يكفي أن ترى وتسمع سقوط أوهام وخزعبلات يتشدق بها الغرب وأن يترك ما يتقلده من صورة مزيفة يحاول تصديرها عبر القوى الناعمة وأشياء أخرى عن أشياء تتصادم مع عقيدته النفعية الشيئية البراجماتية والتى لا تتناسب مع الشرق على الإطلاق.

وبالحديث عن الشرق فلا يخلو بوتين من تهورٍ رغم أن حليفه الصيني يعمله الدرس عبر قاعدة صينية سياسية رصينة، "hide and bide" أو "اختبئ وانتهز الفرصة" - حيث تقوم هذه القاعدة على عدم إظهار كل قوتك لعدوك خاصة وأن روسيا رغم كل ما منحها بوتين من قوة ليست ندًا مكافئا تمامًا للولايات المتحدة - وكذلك لا يخلو أمر بوتين من شجاعة غير منقطعة النظير فهي مشهودة خاصة من قبل روسيا في مواجهة التهديدات عالية المستوى، وللحديث بقية.

اقرأ المزيد: محمد عبد الجليل يكتب: من أنت يا مجدي؟ وماذا قدمت لمصر؟